1 (646) 480-9245
P.o.Box 182 Safat-Zip code 13002 Kuwait

غدير الصقعبي سفيرة منظمة الطاقة البديلة: الفقر في الطريق إلينا

 

 السفيرة غدير الصقعبي أول عربية في الشرق الأوسط تتقلد منصب سفيرة منظمة الطاقة البديلة التابعة للأمم المتحدة، ويأتي هذا التعيين الذي اعتمده الأمين العام للمنظمة «روبسن ميلو» وأعضاء المنظمة بعد أن بذلت غدير جهوداً مضنيةً على الصعيد العالمي طوال السنوات الماضية، حيث تركزت اهتماماتها على المشاريع البيئية التي تخدم المواطن والأوطان، وكان من أبرز نشاطاتها مشروع التخضير العالمي في منظمة الطاقة البديلة التي تهتم بأكبر غابات العالم «الأمازون» التي تتعرض لكارثة بيئية
.

تدق غدير دائماً من خلال بحوثها جرس الإنذار كي تنتبه الدولة وتعالج مشاكل بيئية كثيرة.

شاركناها في همومها وشجونها، ودار هذا الحوار

ما أخبار البيئة في الكويت؟

للأسف بيئتنا مريضة وتنزف، ولا يوجد الوعي اللازم للشعور بها، فالاحتقان السياسي في البلد هو الطاغي على الخريطة، في حين هناك أشياء أخرى كثيرة هامة جداً ومخيفة وخطرة لا يُلتفت إليها، منها المشاكل البيئية التي ستؤثر سلباً في الأجيال القادمة، والتي لم ينتبه لها أحد على الإطلاق.

من المسؤول عن دمار بيئتنا؟

لا يمكن أن نحدد ونقول: إن جهة واحدة بعينها هي المسؤولة عن ذلك الدمار الكبير، وأكبر كارثة بيئية مرت بها الكويت كانت حرق الآبار، ثم الحروب التي مرت بها منطقتنا فزادت نسبة انتشار الأمراض والأخطار والسرطانات، كذلك عدم الثقافة وعدم الوعي في مجال البيئة، خصوصاً أن الكويتيين أقلية في بلادهم، وبالتالي لدينا عمالة وافدة كبيرة، وأقصد هنا العمالة غير المثقفة، والتي تعمل في وظائف بسيطة جداً، لها دور في دمار البيئة من خلال عدم وعيها وإدراكها لما تقوم به من سلوك يضر بيئتنا، كترك صنبور المياه مفتوحاً أو رمي أي شيء في أي مكان وهكذا، أيضاً ليس لدينا مناهج تربوية كالدول المتقدمة تعلم أطفالنا وطلابنا كيفية العناية بالبيئة والمحافظة عليها، فوعي الفرد من أساسيات المحافظة على البيئة، ناهيكم من أن البلد يعيش حالة من الشلل بسبب هذا الاحتقان والتصعيد السياسي غير المبرر، فهناك بطء شديد في العملية التنموية لا أدري إلى أين ستقودنا.

ماذا بعد المياه المسرطنة؟

عندما عملت عن قرب مع وزارة الكهرباء والماء اكتشفت أنه لا توجد في الوزارة مختبرات ولا يوجد لديها خبراء! وأنا لست في جهة حكومية، وبالتالي أعمل تحليلاتي كسفيرة للطاقة البديلة، واهتمامي بالبيئة، ثم أقدم النتائج للحكومة كي تتخذ إجراءاتها اللازمة، وهذا ما فعلته حيث جئت بالجيش الأميركي وقام بالتحليلات اللازمة واكتشفنا النتائج المفزعة، حيث إن المياه مسرطنة! وأعلنت النتيجة ونشرت في الصحف، وكان حرياً بوزارة الكهرباء أن تصرح وتحذر من استخدام المياه للشرب، إلا أنها تصرفت كالنعامة، دفنت رأسها في التراب وتغاضت عن الموضوع، وكأن المسألة في دولة أخرى وليست في الكويت، وقد حدثت وكيل الوزارة بذلك وسلمته شهادة بأني لست عضوة فقط في المنظمة العالمية بل مراقبة أيضاً، لكنه رفض وقال: هذا الموضوع سيحدث بلبلة في الشارع، وبعدما نشرت تقريري، جاءت الوزارة بخبراء واشتروا مختبرات جديدة وقاموا بعمل كل ما كنت أقوله لهم منذ فترة طويلة، وعلى فكرة كل إنسان على هذه الأرض من حقه أن يعرف ماذا يشرب من مياه، ويسأل ويدقق ويكون حريصاً على سلامة مياهنا من التلوث، بعد مشكلة المياه، الآن هناك مشكلة جديدة هي مشكلة «أم الهيمان» التي يقطنها 50 ألف مواطن، والتي يترشح النائب عنها ويعد سكانها بأمور كثيرة، وعندما يفوز يتناسى وعوده تماماً ويضرب بها عُرض الحائط، وهي منطقة تحدها المصانع من كل الجهات، وبالتالي أهلها يعانون الأمراض الجلدية والسرطانات والربو وغيرها من الأمراض المزمنة، فتعاونت مع رئيس اللجنة التطوعية في المدينة المهندس أحمد الشريع، ورفعنا دعوى قضائية وحصلنا على حكم بتعويض من رفعنا عنهم الدعوى، وبقية السكان بإمكانهم أن يأخذوا صورة عن الحكم ويقدموه للمحكمة كي يحصلوا على المعاملة بالمثل.

وأخيراً كارثة غاز الكبريت الثقيل H2Sالذي تسرب بُعيد منتصف الشهر الماضي، فهو غاز ليس له لون، ولكن له رائحة، ينزل على الأرض لثقله ولا يصعد للأعلى، وقد حصل ذلك بسبب إهمال القطاع النفطي، للأسف الكوارث تقع ولم يعلنوها، والسبب هو عدم وجود شفافية، وليس لدينا لجنة كوارث بيئية كبقية دول العالم المتحضر عندما تقع كارثة بيئية تعمل اللجنة حالة استنفار، لذا بعد انتشار الغاز دخل مستشفياتنا 200 حالة بسببه.

وهنا أود أن أعلن شيئاً مهماً وأرجو أن يتذكره الجميع فيما بعد، وهو أن الدول الكبرى الصناعية ستحذر عام 2056 من استخدام النفط والغاز والفحم الإحفوري، لأنهم سيستخرجون بدائل عن النفط، وعلى الكويت أن تتخيل أن دخلها يعتمد على النفط بنسبة ٪91 و٪8 من الدخل يعتمد على القطاع الخاص، فماذا ستفعل عام 2056؟ سنكون من أفقر دول العالم لأننا لم نفكر بالبدائل.

والكارثة الكبرى أن الهيئة العامة للبيئة أغلقت 50 مصنعاً داخل الكويت بسبب آثارها في البيئة بدلاً من أن تحل مشاكلها مع البيئة، مما اضطر أصحاب المصانع إلى الذهاب إلى الخفجي، وهذا أثر في اقتصاد البلد.

المشكلة أننا لا ندرك أن التغيرات البيئية ليست جميعها من صنع الإنسان، فهناك تغيرات مناخية وطبيعية تؤثر في البيئة.

استغربت كثيراً القرار الذي نص على إنشاء لجنة نووية في الكويت، ونحن ليس لدينا خبراء، وحذرتهم من ذلك لكن لا حياة لمن تنادي، ولكن بعدما انفجر المفاعل النووي في اليابان «فوكوشيما» قررت الحكومة إلغاء اللجنة النووية.

من هم أصدقاؤك إذن؟

أصدقائي الزرع والشمس والمياه والأرض، فأنا أحب البحر كثيراً، ولكن للأسف شركات النفط تلقي كل مخلفاتها فيه، وكذلك محتويات الصرف الصحي والمجاري جميعها تلقى في البحر المسكين، بحرنا يرثى له، فهو يستقبل كل شيء ولا يرد أحداً، والناس لا يعلمون عن المصائب شيئاً، والآن الحكومة الأميركية سترفع قضية على الكويت للتعويض، بسبب أن جنودها عادوا وهم مصابون بأمراض كثيرة من التلوث البيئي الذي يكلفها ملايين الدولارات.

لماذا لا ننتج الطاقة الشمسية ونحن نتمتع بها؟

وزارة الكهرباء عملت دراسة، ووزارة الأشغال دراسة بأن نحصل على ٪30 من الطاقة الشمسية من خلال (بي ڤي)، وهي خلايا ضوئية، ونزلت الوزارة مناقصات لذلك، لكن حسد التجار وصراعهم على الفوز بالمناقصة جعل الوزارة تلغيها.

من هي غدير الصقعبي؟

أنا أم لولدين، هما الآن في سن المراهقة وبحاجة إلى الوقوف بجانبهما ومراعاتهما، وأحب الرياضة كثيراً، وقد عملت في وزارة النفط عشر سنوات في العلاقات العامة والإعلام، ثم طلب الشيخ أحمد الفهد الذي كان وقتها وزيراً للنفط نقلي من العلاقات العامة إلى مكتبه، وأصبحت أتابع كل شيء في عمله، داخل المكتب وخارجه في شؤون الرياضة، ولما خرج من النفط طلب انتدابي إلى هيئة الرياضة والشباب، وساهمت في الكثير من البطولات، لكن هناك بعض الصراعات جعلتني أبتعد عن المكان تماماً، كذلك أنا أرسم وأعزف على البيانو، وأحب ركوب الخيل وبخاصة الخيول العربية، وكنت أدخل بخيولي التي أقتنيها منافسات ومسابقات لجمال الخيول، وولدت عندي فرس أسميتها «البيداء»، وكانت تفوز في كل مسابقة أشارك فيها، إلى أن قتلت وحصلت على تعويض.

Posted in : Uncategorized